سورة النساء 004 - الدرس (50): تفسير الآيات (111 - 113) الحكمة من إنزال القرآن منجماً

لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي. الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات"> سورة النساء 004 - الدرس (50): تفسير الآيات (111 - 113) الحكمة من إنزال القرآن منجماً

لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي. الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات">


          مقال: من دلائل النُّبُوَّة .. خاتم النُّبوَّة           مقال: غزوة ذي قرد .. أسد الغابة           مقال: الرَّدُّ عَلَى شُبْهَاتِ تَعَدُّدِ زَوْجَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم           مقال: حَيَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم           برنامج بريد الأسرى: بريد الأسرى - 17 - 04 - 2024           برنامج موعظة ورباط: موعظة ورباط - 08 - فقدنا الأمل في الدعاء - د. عمر عبدالحفيظ           برنامج الكلمة الطيبة 2024: الكلمة الطيبة - التضامن مع الأسرى           برنامج تفسير القرآن الكريم 2024: تفسير مصطفى حسين - 389 - سورة المائدة 006 - 006           برنامج منارات مقدسية: منارات مقدسية - 272 - مقبرة باب الرحمة           برنامج موعظة ورباط: موعظة ورباط - 07 - بشرى لمن قصف بيته - الشيخ محمد نور         

الشيخ/

New Page 1

     سورة النساء

New Page 1

تفسير القرآن الكريم ـ سورة النساء - تفسير الآية: (111 - 113) - الحكمة من إنزال القرآن منجماً

21/03/2011 03:50:00

سورة النساء (004)
الدرس (50)
تفسير الآيات: (111-113)
الحكمة من إنزال القرآن منجماً
 
لفضيلة الدكتور
محمد راتب النابلسي
 

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 
الكذب والبهتان :
 
أيها الأخوة الكرام، مع الدرس الخمسين من دروس سورة النساء، ومع الآية الحادية عشرة بعد المئة وهي قوله تعالى:
﴿ وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ﴾
الحقيقة أن الإنسان مخير، ولأنه مخير كل خصائصه وكل حظوظه حيادية، يمكنه أن يوظفها في الخير كما يمكن أن يوظفها بالشر، ولأن الإنسان مخير فأخطاؤه وآثامه من كسبه ولا يستطيع أن يلقيها على جهة أخرى، لا يستطيع أن يتنصل منها، ولا أن يعزوها إلى غيره، فإن فعل هذا فهو أجهل الجهلاء، ومن يكسب خطيئةً؛ والخطيئة تكتسب كسباً من كسبك أي من اختيارك، من تصورك، ومن اختيارك، ومن فعلك بمعنى أنك أردت أن تفعل هذا فأمدك الله بقوة ليحقق اختيارك.
 
﴿ وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ ﴾
من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها، في الأعمال الصالحة تأتي لام الاختصاص وفي الأعمال السيئة تأتي (على)، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت قال تعالى:
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾
[ سورة التوبة: 51 ]
(لنا) تفيد الاختصاص، هذا مما خصصنا به أو الملكية، المعنيان متقاربان بينما (على) تفيد المسؤولية.
﴿ وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً* وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً ﴾
كما فعل الأبيرق كسب خطيئةً أو إثماً، سرق درعاً ثم رمى به بريئاً، فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً، والبهتان أشد أنواع الكذب، كذب اختلاق لا كذب مبالغة، قد تكون الكذبة لها أصل لكن الكاذب يبالغ، يضخمها، وقد تكون الكذبة لا أصل لها إطلاقاً فيختلقها صاحبها اختلاقاً، اختلاق الكذب هو البهتان.
 
الله عز وجل هو الحق وهو متكفل أن يظهر الحق :
 
أيها الأخوة، أحد أصحاب رسول الله في بعض الغزوات الصعبة تخلف عن رسول الله، فلما عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وكان من عادته أن يستمع إلى أعذار المتخلفين، فجاءه ثمانون منافقاً واعتذروا أعذاراً متباينة ومحكمة، فلما جاء سيدنا كعب قال: والله ـ في نفسه ـ إني أوتيت جدلاً، أي أوتيت قدرةً على الإقناع، وهذه قدرة بالإنسان قد يملكها قدرة الإقناع، ولكنني خشيت أن أخرج من غضبه فيغضب الله علي، لأن الله يرى الحقيقة، قال: فأجمعت صدقاً، أي أخذ قراراً أن يكون صادقاً معه، فلما جاء دوره في الاعتذار قال: والله ما كنت أقوى ولا أشد حينما تخلفت عنك ولكنني تخلفت ولا عذر لي، فقال عليه الصلاة والسلام بإشارة ذكية: أما هذا فقد صدق، أي الثمانون الذين حدثوه كانوا كاذبين، ولأنه صدق جاء الوحي من السماء بأن يقاطَعوا، وقد قوطعوا خمسين ليلة ثم تاب الله عليهم وغفر لهم وعادوا إلى ما كانوا عليه.
رويت هذه القصة لأن الإنسان عندما يكتسب إثماً أو خطيئة ثم يرمي به بريئاً الله عز وجل هو الحق وهو متكفل أن يظهر الحق، فبعد حين تنكشف الأمور ويظهر البريء بريئاً والمذنب مذنباً.
﴿ وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدْ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ﴾
جاء بأشد أنواع الكذب وهو كذب الاختلاق وإثماً مبيناً.
 
من يطلب الحق بفضل الله وبرحمته يمكِّنه منه ويعطيه إياه :
 
أيها الأخوة، هذه القصة قصة الأبيرق التي جاءت هذه الآيات تتحدث عنها وتعطي للمؤمنين درساً بليغاً أن الإسلام عدل وينبغي أن تعدل ولو مع خصمك قال تعالى:
﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾
[ سورة المائدة: 8]
ينبغي أن تكون عادلاً مع من تكره، ومع من تبغض، ومع الذين يناوئونك، فكيف بالمؤمنين؟ يقول الله عز وجل:
﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ ﴾
وهذه آية عامة.
﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ ﴾
 [سورة النور: 21]
أي كل الذي تتمتع به من فهم لهذا الدين، من استقامة على أمر الله، من عمل صالح، من قيم تتمثلها، من مبادئ تعتنقها، من سلوك تفعله، كل هذا الخير التي أنت فيه هو من فضل الله عليك، وقد تسأل لمَ لم ينله غيري؟ أنت أردته لا بد من أنك أردته فمنحه الله إياك، وفرق كبير بين أن تطلب شيئاً وبين أن تناله، هذه الدنيا أمامك اطلب ما شئت هل تنال كل الذي تطلبه؟ لا، لكن الله سبحانه وتعالى برحمته وفضله إن طلبت الحق مكنك منه وأعطاك إياه، وإذا أراد ربك إظهار فضله عليك خلق الفضل ونسبه إليك.
 
الفرق بين همّ التنفيذ وهمّ التزيين :
 
قال تعالى:
﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ ﴾
أيها الأخوة، في هذه الآية ملمح دقيق هم هذه الطائفة، قال العلماء: هناك همّ إنفاذ وهناك هَمّ تزيين، أحياناً يكون همي أن أحمل فلاناً على عمل لا يرضي الله هذا هم تنفيذ، الله عز وجل حفظ نبيه من هم التنفيذ، لم يفعل شيئاً خلاف منهج الله، ولم ينطق بكلمة لا ترضي الله، ولم يحكم حكماً ليس فيه العدل، فالنبي عليه الصلاة والسلام معصوم والنبي عليه الصلاة والسلام معصوم بمفرده بينما أمته معصومة بمجموعها، فهذه الطائفة التي همت أن تضله كان همها ـ والفضل لله عز وجل والكمال لله عز وجل ـ كان همها هم تزيين لا هم إنفاذ، لأي لم يستطيعوا أن يحملوه على أن ينطق بكلمة فيها حكم ظالم، ولكنهم استطاعوا أن يزينوا له أن الأبيرق بريء، فرق كبير بين هم التزيين وبين هم الإنفاذ، يعني الصاحب السيئ قد يحمل صاحبه على فعل المنكر، فهمّه أن يسقطه في الهاوية، والصاحب الآخر منع من أن يحمل صاحبه فعل المنكر ولكنه زين له المنكر وانتهى الأمر عند هذا، ولم يستجب الصاحب لتزيين صاحبه.
 إذاً من فضل الله العميم على رسول الله الكريم أن همّ هذه الطائفة كان همّ تزيين لا همّ تنفيذ، ولولا أن الله حفظ رسوله، ولولا أن الله سبحانه وتعالى وفق رسوله إلى الحق لهمّت طائفة منك أن يضلوك، كيف يضلوك؟ هذا موضوع دقيق جداً لو أن النبي عليه الصلاة والسلام الذي يوحى إليه، الذي يأتيه الوحي من عند الله عز وجل، لو أنه حكم على بريء بالجرم، وحكم على مذنب بالبراءة، ماذا يقول المذنب الذي حكم عليه بالبراءة؟ كيف انطلى عليه ذلك؟ يقيس هذا الخطأ على وحي السماء فيسقط عنده وحي السماء، وهذا الذي حكم عليه النبي بالذنب وهو بريء ماذا يقول؟ أين الوحي؟ كيف حكم علي ظلماً؟ الآن أنتقل معكم نقلة خطيرة جداً، إنسان دعا إلى الله لو تكلم كلاماً في موطن أو مواطن ليس قانعاً به، لو تكلم في شأن آخر ليس شأن الدين كلاماً لا يرضي الله، لو مدح من لا ينبغي أن يمدح، لو ذم من ينبغي أن لا يذم، فرضاً هو لمصلحة راجحة عنده، سقط الحق الذي يحمله، فبذلك الله عز وجل يقول:
﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ ﴾
[ سورة الأحزاب: 39]
 
المؤمن لا ينطق إلا بالحق وإذا نطق يتحفظ :
 
هؤلاء الذين يبلغون رسالات الله هم خلفاء النبي في نقل الحق للناس، لو أنهم خافوا من غير الله فنطقوا بالباطل وسكتوا عن الحق ماذا بقي من دعوتهم؟ سقطت دعوتهم، أنت ائتمنت فلاناً على خبر السماء لو أنه كذب عليك في خبر الأرض تشك بمصداقية خبر السماء، نقطة دقيقة جداً أراد هؤلاء أن يزينوا للنبي أن الأبيرق ليس بسارق، لو أنهم مكنوا أن يهموا برسول الله أن ينطق بحكم ظالم على إنسان بريء، وأن يبرأ ظالماً، فهذا الظالم الذي حكم عليه بالبراءة ومن حوله ماذا يظنون بهذا الإنسان الذي يوحى إليه؟ يشكون في الوحي الذي يأتيه من السماء، وهذا البريء الذي حكم عليه ظلماً بأنه مذنب؟ هو ومن حوله كيف يقبلون من النبي أنه مؤتمن على وحي السماء وقد حكم على بريء ظلماً شديداً.
 لذلك أحد أنواع المطبات الخطيرة التي يقع فيها من ينطقون بالحق بعد رسول الله هو هذا، أي أنت كنت بعقد قران وأثنيت على الشاب الخاطب ثناءً لا حدود له، وأنت لا تعرفه، فأقرباء هذا الشاب يرون هذا المقام؛ مقام العلم، يثني ثناءً كاذباً على إنسان سيئ جداً، تهتز عندهم صورة هذا الإنسان، بل إن الذي يقوله وهو حق سقط عندهم، إذا مؤامرة خبيثة جداً أن هذا الذي يأتيه وحي السماء حكم على بريء بالذنب وحكم على مذنب بالبراءة إذاً أين وحي السماء؟ أين النور الذي ألقاه الله بقلبه؟ أين أثر الوحي بسلوكه؟ إذاً هذا معنى قوله تعالى:
﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ ﴾
لذلك دائماً وأبداً كن متحفظاً، هل بعد عمر من خليفة راشد بعد أبي بكر رضي الله عنهما، ومع ذلك عندما ولى أبو بكر سيدنا عمر جاء من يشتكي، لقد وليت علينا إنساناً شديداً، فقال، أتخوفونني بالله عز وجل، والله لو أن الله سألني لمَ وليت عليهم عمر؟ أقول: يا رب وليت عليهم أرحمهم قال الصديق: هذا علمي به فإن بدل وغير فلا علم لي بالغيب.
هذا درس بليغ لكل من يدعو إلى الله، لكل من يحمل الحق، تحمل الحق لو تكلمت في شأن عام كلاماً غير صحيح، لو تكلمت كلاماً لا ينبغي أن تقوله، لو تكلمت كلاماً لا يرضي الله عز وجل، لو مدحت فاسقاً وينبغي أن لا تمدحه، لو ذممت مؤمناً وينبغي أن لا تذمه هذا الجانب من كلامك غير الصحيح يسقط ما عندك من صحيح، لذلك المؤمن لا ينطق إلا بالحق وإذا نطق يتحفظ. سيدنا الصديق قال: هذا علمي به فإن بدل وغير فلا علم لي بالغيب.
 
الحق لا يتجزأ والخلق لا يتجزأ والقيم لا تتجزأ :
 
إذاً هؤلاء أرادوا أن يزينوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يوهموا رسول الله تزييناً لا فعلاً أن الأبيرق بريء، فلو أنه حكم على الأبيرق بالبراءة وهو السارق، وحكم على اليهودي بالذنب بالسرقة وهو الذي لم يسرق، ما قيمة الوحي عند هذين الرجلين ومن حولهما من أقاربهما ومن يلوذ بهما؟ ثم قد يفشو الخبر، ما من مثل يوضح هذه الحقيقة كما لو أن إنساناً أكرمه الله بالدعوة إليه، وفي مكان آخر، في مناسبة معينة، تكلم كلاماً لا يرضي الله، أو تكلم كلاماً غير صحيح، أو مدح من لا ينبغي أن يمدح، أو ذم من ينبغي أن يمدح، فهذا الخطأ الكبير في أحكامه في شأن آخر غير الدين يسقط ما عنده من حق، أي أنت حينما تأتي بخبير بحرفة معينة ويرتكب كذبةً كبيرة أمامك في شأن خاص ماذا تفعل أنت؟ لا تثق بخبرته، ولا تثق بولائه، ولا باختصاصه.
هذا الذي أوهم فرساً أن في ثوبه شعيراً كي يأتي إليه، فلما اقترب منه ـ سافر من المدينة إلى البصرة ليأخذ عنه الحديث ـ ورآه يكذب على الفرس، عاد إلى مكان مجيئه، ولم يسأله عن شيء لأن الحق لا يتجزأ، والخلق لا يتجزأ، والقيم لا تتجزأ، فالذي يكذب على فرسه ليس أهلاً أن ينقل عن رسول الله حديثاً، هذا هو الأصل، فالآية الكريمة:
﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ ﴾
يزينوا لك براءة الأبيرق وذنب اليهودي، لو تكلمت بخلاف الحق انسحب هذا الخطأ على دعوتك، وانسحب هذا الخطأ على الحق الذي تحمله، فاهتزت صورة النبي عليه الصلاة والسلام. أنت في حياتك اليومية حينما تثق بإنسان ثم تراه يحكم حكماً جائراً في موضوع دنيوي ألا تهتز عندك صورته؟ ألا ينسحب هذا الاهتزاز على العلم الذي يحمله وعلى مكانته؟
مثلاً لو سألت إنساناً عالماً عن إنسان وذمه ابتداءً ولم يلتقِ به، ولم يستمع منه، ولم يقرأ كتاباً له، ذمه هكذا كي يبعدك عنه، ألا تهتز صورة هذا العالم؟ لم يكن واقعياً، لم يكن منصفاً، هل العلم معلومات تحفظها أم مواقف أخلاقية تفقهها؟ العلم في حقيقته حكم فيه إنصاف النبي عليه الصلاة والسلام، حينما رأى صهره في صف المشركين وجاء ليقاتله وقد وقع أسيراً نظر إليه، وقال: والله ما ذممناه صهراً، أي كان صهراً جيداً.
 
كيد الله تدبير حكيم يردع الكفار عن أن يضلوا المؤمنين :
 
قال تعالى:
﴿ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ﴾
كيداً:
﴿ وَأَكِيدُ كَيْداً ﴾
[ سورة الطارق: 16]
كيد الله تدبير حكيم يردعهم عن أن يضلوا المؤمنين، وما يضلون إلا أنفسهم أي هم حينما أرادوا هذا العمل السيئ، أو حينما أرادوا أن يزينوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم براءة الأبيرق وذنب اليهودي، ولو أن بعضهم أراد من هذا أن يقع النبي عليه الصلاة والسلام في حكم ظالم فيبرئ مذنباً ويتهم بريئاً، ولعل بعضهم وهم قلة أراد من هذا أن تهتز صورة النبي عليه الصلاة والسلام أمام هؤلاء الذين اجتمعوا على هذه القضية، قال: لولا أن الله حفظه من هم التنفيذ وسمح لهم بهمّ التزيين لكانت مشكلة كبيرة جداً.
﴿ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ﴾
الله عز وجل هو الأصل في كل سعادة، وفي كل أمن، وفي كل راحة، وفي كل توازن، وفي كل سكينة، فإذا أسأت إلى خلقه حجبت عنه، أنت الذي دفعت الثمن باهظاً، أضللت نفسك عن مصدر السعادة، وما يضلون إلا أنفسهم، وما يضرونك من شيء لأن الله يحفظك.
الآمر ضامن حينما أرسل الله هذا النبي الكريم أرسله وقد عصمه من أن يضله أحد، عصمه من أن يقتل، عصمه من أن يضل:
﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ ﴾
[سورة المائدة: 67]
 
الحكمة من أن القرآن الكريم جاء منجماً وليس جملة واحدة :
 
إذاً كل محاولات الطرف الآخر باءت بالخيبة لأن الله عصم النبي عليه الصلاة والسلام.﴿ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
أخواننا الكرام، في حقيقة خطيرة جداً أتمنى أن أوفق في شرحها، كان من الممكن أن ينزل هذا القرآن جملة واحدة، مرة واحدة، كل هذه الأحكام في كتاب هو القرآن الكريم، ولكن الله شاءت حكمته أن ينزل منجماً، أي يقع حدث يأتي وحي يوجه النبي لهذا الحدث، فالأحكام جاءت مرتبطة بوقائع، هذه الطريقة من أجل تثبيت قلب النبي، أضرب لكم على ذلك مثلاً؛ أنت عندك كتاب في البيت قرأته مرتين، قدمت به امتحاناً، لكن بعد حين تنساه كله، لماذا؟ لأن هذه الأحكام بقيت نظرية لم تتعامل معها تعاملاً واقعياً، لو أنك عانيت مشكلةً ولا بد أن تعرف الحكم الشرعي وقلبت الكتب التي في مكتبتك، ثم سألت بعض العلماء، ثم استقر رأيك على حكم شرعي يتناسب مع هذه الحادثة، لأنه في حادثة وقعت، لأنه في ارتباط بين النص وبين الواقع، هذا الحكم الشرعي لا تنساه مدى الحياة، أنت تذكر أن الذي لا تنساه أبداً هي مشكلة عانيت منها ثم بحثت لها عن حل شرعي، فالأحكام الشرعية التي توصلت إليها بعد معاناة مشكلة لا تنساها أبداً، لأنها ارتبطت بمشكلة، علماء التربية يقولون: ارتبطت بخبرة.
 لو أنك لا سمح الله ولا قدر أخطأت في مجال ما فدفعت ثمناً باهظاً هذا الدرس لا تنساه حتى الموت، فالحكم الشرعي حينما يأتي في كتاب، حينما يأتي حكماً نظرياً، حينما لا يرتبط بواقع، حينما لا يرتبط بمعاناة، حينما لا يرتبط بتجربة، سريعاً ما تنساه، واسأل الذين نالوا شهادات عليا كم كتاباً قرأ في الجامعة؟ وكم كتاباً نجح فيه في الجامعة؟ قد لا يذكر منه شيئاً، أما المشكلات التي عاناها، والقضايا التي عاينها، والأزمات التي مر بها، فكل ما قيل فيها من أحكام شرعية يحفظها غيباً.
 
القرآن الكريم نزل منجماً ليثبت الله به قلب النبي الكريم :
 
إذاً كان من الممكن أن ينزل الله على رسوله هذا القرآن جملةً واحدة، مثلما هو قرطاس من السماء كل شيء فيه، لكن الذي فعله الله عز وجل وهو ما ينبغي أن نفعله نحن أنه نزل منجماً بحسب الوقائع، فحديث الإفك فيه آيات عن الإفك، حديث الأبيرق فيه آيات عن الأبيرق، في أحد في آيات عن الحرب وعن السلم، وعن النصر وعن الهزيمة، فهذا القرآن نزل منجماً ليثبت الله به قلب النبي، وأنت أيها الأخ إذا كنت مربياً أو معلماً أو مرشداً لا يمكن أن ترسخ هذه الحقائق التي تتلوها على أخوانك أو على طلابك إلا بحالة واحدة أن ترتبط بمشكلة تعانيها.
كم من حديث شريف يتحدث عن أشراط الساعة؟ لو قرأته قبل عشرين عاماً لا تتأثر له إطلاقاً، أما حينما ترى الأحداث صارخةً، وحينما ترى أن هذا الحديث جاء به النبي وكأنه يعيش معنا، تتفاعل معه تفاعلاً عجيباً لأن الواقع أيده، والواقع دعمه، وهذا ما يسميه العلماء فقه الحياة، فقه الكتب شيء وفقه الحياة شيء آخر، أنت مثلاً دائماً عندك قناعة المعالجة واجب، بل ترتقي إلى مستوى الفرض ثم تفاجأ بحكم شرعي أن المعالجة ليست واجبة، أنت لا تقبل هذا لأنه أنت بخبرتك في التهاب زائدة، والعملية سهلة جداً، في أمراض من السهل جداً أن يشفى الإنسان منها، أما المعالجة غير واجبة، لم ترضَ بهذا الحكم أنت، أما حينما تعلم أن طفلاً يحتاج إلى معالجة تكلف ثمانية ملايين بدولة أجنبية، والأب موظف لا يملك شيئاً، لو باع بيته، وباع كل شيء، وباع أولاده، لا يستطيع أن يعالج ابنه، هذه مشكلة يغطيها هذا الحكم الشرعي، لا تتفاعل مع هذا الحكم الشرعي إلا بهذه المشكلة، هذه المشكلة لولا أن الله تعالى أنطق النبي عليه الصلاة والسلام حينما جاءته امرأة وقالت: يا رسول الله ابني أصيب بالصرع، قال: إن شئت صبرت، وإن شئت دعوت لك، فاستنبط العلماء على أن المعالجة ولو بالدعاء والرقية ليست واجبة إنما هي على الاختيار، هذا يغطي أحياناً أنه قد توقف المنفسة عن إنسان، كل يوم تكلفتها عشرون ألفاً، وموت الدماغ ثابت، كادت الأسرة أن تبيع كل ممتلكاتها، هنا ليست متابعة المعالجة فرْضاً في مثل هذه الحالة.
فالأحكام الشرعية النظرية التي هي في بطون الكتب لا تذكرها إطلاقاً، ولا تحفظها، بل لا تتفاعل معها، أما إن حصلت مشكلة، إن كانت تجربة، إن كانت معاناة، ثم جاء وحي السماء وبين هذه لا تنساها حتى الموت، وأنا أقول لك مرة ثانية الأحكام الفقهية التي تذكرها دائماً هي أحكام فقهية متعلقة بمشكلات تعانيها، الآن أعلى أنواع التروية أن تعالج المشكلة بالقواعد النظرية، لذلك بعض الجامعات ليس فيها تدريس إطلاقاً، فيها بحث، هذا الطالب يكلَّف ببحث، كلما وقع أمام عقبة كأداء سأل أستاذه: ماذا أفعل؟ راجع البحث الفلاني، راجع البحث الفلاني، لخص البحثين، اجمع بينهما وأجب عن هذه النقطة، فلذلك:
من أخذ البلاد بغير حرب                    يهون عليه تسليم البلاد
*   *   *
 
كل شيء تدرسه ولا تتفاعل معه تنساه :
 
كل شيء يأتيك بسهولة، بلا معاناة، بلا مشكلة، بلا تجربة، لذلك الأفكار التي ينبغي أن نجتمع حولها واضحة لا نجتمع، هؤلاء الأجانب بعد حروب ومعاناة دافعين ثمن ما هم فيه الآن، ثمن من دماء أبنائهم، أي هم يتعاونون، هم بعيدون عن المهاترات بسبب أنهم دفعوا ثمن هذا باهظاً فيما مضى فاتعظوا، والتفتوا إلى تقوية أنفسهم، وبناء مجتمعاتهم، حتى ملكوا ناصية العالم.
فيا أيها الأخوة، حكمة الله عز وجل من أن القرآن نزل منجماً أي نزل بوقائع، ونزل بخبرات، لذلك أحكامه لا تنسى، وهذا معنى قول الله عز وجل:
﴿ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾
[سورة الفرقان: 32]
أي نزل منجماً ليثبت الله به فؤاد النبي عليه الصلاة والسلام.
أذكر مرة أنني قرأت كتاباً في دراسات عليا تربوية عن الأمراض النفسية، فكانت هذه الأمراض ثلاثمئة مرض، والله لا أذكر منها الآن مرضاً واحداً إلا مرضاً واحداً شاهدناه مصوراً في مقطع مسجل هو الصراع، كيف إنسان أراد أن يتجاوز مركبة ففوجئ بمركبة أمامه فوقع في صراع يتابع أم يتراجع؟ تصور امرأته تجري في جنازته، تصور أبناءه في المياتم، لأن هذا الموضوع رأيته بصورة مع مشكلة ومعاناة حفظته، أما كل شيء تدرسه ولا تتفاعل معه تنساه.
 
الأحداث التي وقعت في عهد النبي وقعت بشكل مقصود لتكون منطلقاً للأحكام الشرعية :
 
فكان من الممكن أن يأتي هذا القرآن، أن ينزل هذا القرآن على قلب النبي جملةً واحدة، أما جاء منجماً بحسب الوقائع، حينما قال عليه الصلاة والسلام:
((عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ قُرَيْشاً أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا: وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وأيم اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا ))
[البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا]
إذاً الأحداث التي وقعت في عهد النبي وقعت بشكل مقصود ومركز من الله عز وجل بشكل لا نهائي لتكون منطلقاً للأحكام الشرعية، ومنطلقاً للوحي المنزل على قلب النبي عليه الصلاة والسلام، إذاً هذه القصة مبعث هذه الآيات وهذه المواقف، وكيف أن طائفةً أرادت أن تضل النبي، وكيف أنه سمح لها أن تهم بتزيين الأمر له، ولم يسمح لها بأن تحمله على فعل ما تريد لأن الله يحفظه، الله عز وجل إذا قال:
 
﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ ﴾
[سورة المائدة: 67]
لولا أن حالة جرت لكن النبي لم يتأثر بها إطلاقاً، ثبت بالفعل أنه محفوظ من الله عز وجل، وأنه معصوم، فالواقع حينما ينطقُ ينطق بحجة دامغة، فلذلك الوحي نزل منجماً بحسب الوقائع التي عاشها النبي، وهذه الوقائع كانت مركزة في أعلى مستوى من قبل الله عز وجل.
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
 
إن عرفت الله خضعت لمنهجه وسعدت بقربه في الدنيا والآخرة :
 
قال تعالى:
﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ ﴾
لو معك ألف مليار تموت وتتركها في الأرض، متاع الدنيا قليل، كم تأكل؟ الذي معه بالمليارات كم يأكل؟ يأكل كما يأكل أي إنسان، على كم سرير ينام؟ كم ثياب يرتدي؟ كم مركبة يركب؟ الدنيا لها سقف، مهما كنت غنياً في الدنيا عند الله قليل، أما إذا علمك الله الكتاب والحكمة، وعلمك ما لم تكن تعلم سمى الله هذا الفضل فضلاً عظيماً، وأنا مرة ذكرت أن طفلاً بالحضانة لو قال لك: يا أبت أنا معي مبلغ عظيم، بعد العيد، يقدر هذا المبلغ بمئتي ليرة، أنت كم تتوهم المبلغ من طفل يقول: معي مبلغ عظيم؟ مئتي ليرة، إذا قال مسؤول بالبنتاجون: نحن رصدنا لحرب العراق مبلغاً عظيماً، كم تتصوره؟ مئتي مليار، انظر كلمة عظيم واحدة، قالها طفل فظننت مئتي ليرة، وقالها مسؤول فظننتها مئتي مليار دولار، إذاً كلمة عظيم بحسب قائلها أليس كذلك؟ إذا قال الله عز وجل:
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
ما هو أعظم شيء في الأرض؟ أن تعرفه، إنك إن عرفته خضعت إلى منهجه وسعدت بقربه في الدنيا والآخرة، هذه البطولة، وهذه الآية والله ينبغي على كل أخ كريم أن يضعها في صدر بيته.
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
الشرك عم الأرض، تسعمئة مليون يعبدون البقر في بعض القارات، يعبدون الحجر، يعبدون الشمس والقمر، يعبدون شهواتهم، يعبدون النساء، فإذا سمح الله لك أن تعبده فأنت على هدىً كبير.
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
في بلاد لعل هذه العادة بدأت تنقرض إذا مات الزوج ينبغي أن تحرق معه زوجته وهي حية، هكذا تقاليدهم، لا، نحن تتزوج بعد موته، ليس هناك مشكلة أبداً، انظر الشرع الإلهي، في بلاد يأكلون الجرذان أما الله سمح لنا أن نأكل أطيب الطعام، فنحن في نعمة لا تعدلها نعمة لكن ينبغي أن نعرفها.
أيها الأخوة، قضية أن ينزل القرآن منجماً قضية مهمة جداً، وقضية أن الأحداث التي وقعت في عهد النبي وقعت مقصودة لذاتها من قبل الله عز وجل لتكون متكئاً للتشريع.
والحمد لله رب العالمين
 



جميع الحقوق محفوظة لإذاعة القرآن الكريم 2011
تطوير: ماسترويب