مقال: من دلائل النُّبُوَّة .. خاتم النُّبوَّة           مقال: غزوة ذي قرد .. أسد الغابة           مقال: الرَّدُّ عَلَى شُبْهَاتِ تَعَدُّدِ زَوْجَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم           مقال: حَيَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم           برنامج أنت تسأل والمفتي يجيب 2: انت تسأل - 287- الشيخ ابراهيم عوض الله - 28 - 03 - 2024           برنامج مع الغروب 2024: مع الغروب - 19 - رمضان - 1445هـ           برنامج اخترنا لكم من أرشيف الإذاعة: اخترنا لكم-غزة-فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله-د. زيد إبراهيم الكيلاني           برنامج خطبة الجمعة: خطبة الجمعة - منزلة الشهداء - السيد عبد البارئ           برنامج رمضان عبادة ورباط: رمضان عبادة ورباط - 19 - مقام اليقين - د. عبدالكريم علوة           برنامج تفسير القرآن الكريم 2024: تفسير مصطفى حسين - 371 - سورة النساء 135 - 140         

الشيخ/

New Page 1

     أهل القرآن

New Page 1

عثمان بن عفان (ذو النورين) رضي الله عنه

01/01/2012 17:33:00

عثمان بن عفان (ذو النورين) رضي الله عنه
عثمان بن عفان القرشي، وكنيته أبو عمروقبل الإسلام، وبعد الإسلام كني بأبي عبدالله بابنه عبدالله من زوجته رقية، وسمي (ذو النورين) لأنه تزوج من ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم(حيث لم يجمع بين ابنتي نبي منذ خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة. تزوج رقية قبل البعثة، وماتت عنده في ليلة غزوة بدر فتأخر رضي الله عنه لتمريضها بإذن الرسول صلى الله عليه وسلم، فضرب له الرسول صلى الله عليه وسلم بسهمه، فهو معدود من البدريين. وزوّجه الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها أم كلثوم، وتوفيت عنده في السنة التاسعة للهجرة.
من السابقين للإسلام أسلم على يد أبي بكر الصديق، قبل دخول الرسول الكريم دار الأرقم، عانى ما عاناه المسلمون من الاضطهاد والتعذيب، وهاجر الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة، استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة في غزوة ذات الرقاع، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
مكانته:
عن أبي هريرة، أن رسول الله قال: (لكل نبي رفيق في الجنة، ورفيقي فيها عثمان بن عفان).
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحداً فتبعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال له: (اسكن نبي وصديق وشهيدان).
وعن جابر بن عبد الله، أن رسول الله قال لعثمان: (أنت وليي في الدنيا، وأنت وليي في الآخرة).
ولما ماتت ابنة النبي الثانية عند عثمان قال رسول الله : (ألا أبو أيم، ألا ولي أيم ينكح عثمان، إني أنكحته ابنتي، ولو كانت عندي ثالثة لأنكحته، وما أنكحته إحدى ابنتي إلا بوحي من السماء).
وعن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله يدعو لفرد إلا لعثمان بن عفان، فإني رأيته يعني يدعو حتى رأيت ضبعيه.
عن أبي سعيد الخدري قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعاً يديه يدعو لعثمان يقول: (يا رب رضيت عن عثمان فارض عنه، فما زال رافعاً يديه حتى طلع الفجر).
عن عبد الله بن عمر قال: كنا نتحدث على عهد رسول الله : إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، فيبلغ ذلك رسول الله فلا ينكره.
عن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله يدعو إلا لعثمان قال: اللهم لا تنس هذا اليوم لعثمان.
عن أنس قال: قال رسول الله : (أصدقكم حياء عثمان).
استأذن أبو بكر يوماً على النبي، وجارية تضرب بالدف، فدخل، ثم استأذن عمر فدخل، ثم استأذن عثمان فأمسكت، فقال رسول الله : (إن عثمان رجل حيي).
عن عائشة قالت: استأذن أبو بكر على رسول الله وأنا معه في مرط واحد، قالت: فأذن له فقضى حاجته، ثم خرج، وهو معي في المرط، ثم خرج، ثم استأذن عليهم عمر فأذن له فقضى إليه حاجته، على تلك الحال، ثم خرج، ثم استأذن عليه عثمان، فأصلح عليه ثيابه وجلس، فقضى إليه حاجته، ثم خرج، فقالت عائشة: فقلت له: يا رسول الله، استأذن عليك أبو بكر، فقضى إليك حاجته على حالك تلك، ثم استأذن عليك عمر فقضى حاجته على حالك، ثم استأذن عثمان عليك فكأنك احتفظت، فقال: (إن عثمان رجل حيي، وإني لو أذنت له على تلك الحال خشيت ألا يقضي إلي حاجته).
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن رسول الله قال: (يطلع عليكم من هذا الفج رجل من أهل الجنة. فطلع عثمان بن عفان).
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله : (أرحم هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر. وذكر الحديث وقال في آخره: وإن أشد هذه الأمة بعد نبيها حياء عثمان بن عفان).
عن أبي هريرة قال: دخلت على رقية بنت رسول الله وفي يدها مشط، فقالت: خرج رسول الله من عندي آنفا فرجلت رأسه، فقال: (كيف تجدين أبا عبد الله يعني عثمان؟  قالت: قلت: كخير الرجال، قال: أكرميه؛ فإنه من أشبه أصحابي بي خلقاً).
غزوة تبوك:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جهز جيش العسرة فله الجنة. فقال عثمان: علي مائة راحلة، ثم قال: أقلني يا رسول الله، فأقاله، فقال عليّ عددها من الخيل، فسَرَّ ذاك رسول الله ومن عنده، ثم قال له عند ذلك كلاماً حسناً.
جهز عثمان بن عفان في غزوة تبوك تسعمائة وأربعين بعيراً، ثم جاء بستين فرساً فأتم بها الألف.
عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان بن عفان إلى النبي في غزوة تبوك، وهو يتجهز إلى غزوة تبوك، وفي كمه ألف دينار، فصبها في حجر النبي ثم ولى، قال عبد الرحمن: فرأيت النبي يقلبها بيده في حجره ويقول: (ما ضر عثمان ما عمل بعد هذا أبداً).
عن حذيفة قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى عثمان يستعينه في جيش العسرة، فبعث إليه عثمان بعشرة آلاف دينار فصُبَّت بين يديه، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها بين يديه ظهراً لبطن ويدعو له ويقول: (غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت وما أخفيت وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة. ما يبالي عثمان ما عمل بعد هذا).
جاء رجل من مصر قد حج البيت، فرأى قوما جلوساً فقال: من هؤلاء؟ فقالوا: هؤلاء قريش، قال: فمن الشيخ فيهم؟ قالوا: ابن عمر، فأتى فقال: يا ابن عمر، إن سألتك عن شيء تحدثني؟ قال: نعم، قال: أنشدك بحرمة هذا البيت، أتعلم أن عثمان فر يوم أحد؟ قال: نعم، قال: فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهده؟ قال: نعم، قال: فتعلم أنه يعني تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم، قال: فكبر، قال: فقال له ابن عمر: تعال حتى أخبرك وأبين لك ما سألتني عنه: أما فراره يوم أحد، فأنا أشهد أن الله قد عفا عنه وغفر له. وأما تغيبه عن بدر، فإنه كانت تحته ابنة رسول الله ، وكانت مريضة، فقال له النبي : (إن لك أجر رجل شهد بدراً، وسهمه لك). وأما تغيبه عن بيعة الرضوان، فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه، فبعث عثمان، وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة، فقال رسول الله بيده اليمنى: هذه يد عثمان. فضرب بيده الأخرى عليها فقال: (هذه لعثمان). فقال له ابن عمر: اذهب بهذه الثلاث معك.
زاد عثمان في المسجد الحرام، ووسعه في السنة السادسة والعشرون، واشترى أماكن الزيادة. كما شيد المسجد النبوي وزاد فيه زيادة كبيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة من ماله الخاص.
عثمان والقرآن:
هو الذي روى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
عرض القرآن الكريم كاملاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته.
وهو من حفظة القرآن الكريم، وهو أحد كتبة الوحي من بداية نزول القرآن الكريم.
دخلت على عائشة، قالت: يا أم المؤمنين، إن بعض بنيك بعث يقرئك السلام، وإن الناس قد أكثروا في عثمان، فما تقولين فيه؟ قالت: لعن الله من لعنه، لا أحسبها إلا قالت ثلاث مرار، لقد رأيت رسول الله وهو مسند فخذه إلى عثمان، فإني لأمسح العرق عن جبين رسول الله ، وإن الوحي ينزل عليه، ولقد زوجه ابنتيه، إحداهما بعد الأخرى، وإنه ليقول: اكتب عثيم. قالت: ما كان الله لينزل عبدا من نبيه بتلك المنزلة إلا عبداً عليه كريماً.
وفي خلافته حينما اتسعت الدولة العربية الإسلامية كثيراً، ودخل في الإسلام معظم أبناء القبائل العربية على اختلاف لهجاتهم، وانضاف إليهم كثير من الأعاجم على تباين لغاتهم، ولم يكن الخط العربي قد عرف التنقيط والتشكيل الذي يساعد على حسن القراءة ودقتها، فظهر الاختلاف بين الناس في قراءة القرآن، فاقترح حذيفة بن اليمان إعادة نسخ القرآن الكريم، وتم نسخ القرآن في مصاحف وأرسلها إلى مراكز الدولة الإسلامية وأرسل مع كل نسخة قارئاً يعلم الناس ويقرؤهم.
من أشهر تلاميذه أبو عبد الرحمن السلمي الذي بعثه مع مصخف الكوفة، والمغيرة بن شعبة مع المصحف الشامي، وزر بن حُبَيْش.
وكان عثمان بن عفان يفتتح ليلة الجمعة بالبقرة إلى المائدة، وبالأنعام إلى هود، ويوسف إلى مريم، وبطه إلى طسم فرعون وبالعنكبوت إلى ص، وتنزيل إلى الرحمن، ثم يختتم، فيفتتح ليلة الجمعة ويختم ليلة الخميس.
من أقواله:
قال عثمان: لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام الله عز وجل.
قال عثمان: ما أحب أن يأتي علي يوم ولا ليلة إلا أنظر في كلام الله، يعني القراءة في المصحف.
عن عثمان قال: ما من عامل يعمل عملاً إلا كساه الله رداء عمله.
كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار وتبكي من هذا؟ قال: إن رسول الله قال: إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه.
وقال في أحد خطبه: ابن آدم اعلم أن ملك الموت الذي وكل بك لم يزل يخلفك ويتخطى إلى غيرك وقَصَدَك، فخذ حذرك واستعد له ولا تغفل فإنه لا يغفل عنك، واعلم ابن آدم إن غفلت عن نفسك ولم تستعد لم يستعد لها غيرك، ولا بد من لقاء الله فخذ لنفسك ولا تكلها إلى غيرك.
استشهاده:
قتل عثمان يوم الجمعة سنة خمس وثلاثين للهجرة، فكانت خلافته ثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً.
 
 



جميع الحقوق محفوظة لإذاعة القرآن الكريم 2011
تطوير: ماسترويب